تعلم الإصغاء لا يعني فقط التخلي عن تلك العادة المكروهة التي تدفعك إلى مقاطعة محدثك. هو يعني أيضاً الاستمتاع في استيعاب فكر المحدث بكامله بدل كبح جماح النفس بانتظار دورك في الحديث.
ابدأ بمباطأة ايقاع ردودك، ستشعر بأنك تحت ضغط أقل. لأننا ننفق طاقة هائلة في محاولة توقع ما سيقوله الشخص الجالس أمامكم بهدف الرد عليه. في المقابل، حين تنتظر حتى الآخر ينهي كلامه وأنت تصغي إليه باهتمام، ستلاحظ أن درجة التوتر تنخفض، وستشعر بأنك أكثر ارتياحاً، وأن محدثك أيضاً سيكون أقل تحفزاً بما أنه لم يعد في منافسة حادة معك. وهكذا ستصبح أكثر صبراً وستتحسن علاقاتك مع الآخرين، فالكل يحب التحدث إلى شخص يعرف كيف يصغي حقاً.
اختر حروبك بعناية
هل أنت في حاجة حقاً إلى أن تحول حياتك إلى ساحة حرب دائمة من أجل أسباب تافهة؟ هذا يعني أنك تراكم الاحقاد ولا تعود ترى لب الحياة. قد تأخذ أي مضايقة صغيرة أحجاماً كارثية إذا ما كنت على قناعة (واعية أو لا واعية) بأن كل شيء يجب أن يسير كما ينبغي له أن يسير أو أن يسير حسب رغباتك. حين تحسبن نفسك في هذا التصور الذهني، تحكم على نفسك بالتعاسة وبالبؤس. عليك أن تقرر فوراً ما المعارك التي تستحق أن تخاض، وما المعارك التافهة التي لا تبرر "استعمال السلاح".
راقب تقلبات مزاجك
حين تكون في مزاج جيد، ترى السماء صافية وتشعر بأنك مليئاً بالحكمة وأن أكبر مشكلاتك سهلة الحل. وحين تكون في مزاج سيئ، تبدو لك الحياة عبئاً لا طاقة لك على احتماله وتسّود الدنيا بوجهك. لم هذا الفرق الهائل؟ لأنك ببساطة لا تدرك أنك بمثابة ألعوبة بيد مزاجك، وتتصور أن حياتك انقلبت بين ليلة وضحاها. في الواقع، أن المشكلات التي تعاني منها لم تتغير، ولكن علاقتك بها هي التي تغيرت حسب مزاجك! لذا، عليك ألا تعير انتباهاً كبيراً لهذه التغيرات، وفي المرة القادمة، حين تكون معنويات منخفضة قل لنفسك: "هذه حالة مؤقتة وستمر".
الحياة اختبار ليس إلا
حين تنظر إلى تحديات الحياة كما لو أنها مجرد اختبارات، تصبح كل مشكلة فرصة للتعلم، ولو كان الثمن غالياً أحياناً. إن كنت رازحاً تحت المسؤوليات أو المصاعب، بمجرد أن تنظر إليها على أنها اختبارات ستعطي لنفسك فرصة للنجاح.